الأحد، 4 سبتمبر 2011

توقع « تدهور» العلاقات بين انقرة وواشنطن





 يري الخبراء والمراقبون الدوليون  ان التوتر الكبير بين تركيا واسرائيل علي اثر الهجوم الدامي العام الماضي

 علي اسطول الحرية للمساعدات الانسانية الذي كان متوجها  الي غزة، قد يسمم العلاقات بين عضو اساسي في حلف شمال الاطلنطي والولايات المتحدة ويزيد من عزلة الدولة العبرية. وكانت تركيا تعتبر منذ انشاء دولة اسرائيل قبل حوالي ستين الحليف الاوثق للدولة العبرية في العالم الاسلامي. وتركيا كانت اول بلد غالبية سكانه من المسلمين تعترف بدولة اسرائيل في العام 1949، ولم تربط بين الجانبين علاقات وثيقة علي الصعيدين الدبلوماسي والتجاري فحسب بل وايضا علي الصعيد العسكري. اما الان فان العلاقات بين البلدين وصلت الي حد من التوتر لم تشهده من قبل. فانقرة لم تكتف الجمعة باعلان قرارها طرد السفير الاسرائيلي في انقرة بل قررت ايضا تجميد جميع الاتفاقات العسكرية مع اسرائيل. وفي حين يلقي موقف رئيس الوزراء رجب طيب اردوجان المتشدد تجاه اسرائيل منذ مقتل تسعة اتراك اثر الهجوم علي الاسطول الذي كان متوجها الي غزة في مايو 2010 في عملية رمزية لكسر الحصار الاسرائيلي عليه، تأييد الناخبين الاتراك، يعتبر بعض المراقبين ان موقف تركيا قد يكلفها كثيرا باغضابها الحليف الامريكي القوي. وقال صبري سياري من جامعة صبنجي الخاصة في اسطنبول :” الناس يعتبرون ان العلاقات التركية الاسرائيلية هي علاقات ثنائية فيما هي في الحقيقة علاقات ثلاثية. اننا نعلم مدي النفوذ الذي يمارسه الاسرائيليون علي السياسة الامريكية”. واضاف: “ان استمرت الامور علي هذا النحو فان العلاقات التركية الامريكية ستتأثر”. وتوقع سياري خصوصا ان تهاجم تركيا من قبل الكونجرس الامريكي مع مشروع قانون يعتبر المجازر التي ذهب ضحيتها الارمن ابان الحرب العالمية الاولي بمثابة ابادة. وقال: "هناك لوبي مؤيد لاسرائيل نافذ جدا في الكونجرس.. البيت الابيض يفعل ما بوسعه  لمنع هذا النوع من التصويت  لكن القرار النهائي يعود الي مجلس الشيوخ». وقد سبق لأردوجان ان انتقد السياسة الاسرائيلية في الماضي. ولم تغرب عن الاذهان الطريقة الملفتة التي غادر بها غاضبا في العام 2009 منتدي دافوس اثر تبادل كلام لاذع مع شيمون بيريز قال خلاله: «اري انه من المحزن جدا ان يصفق اشخاص لموت الكثيرين واعتقد انهم مخطئون بالتصفيق لاعمال قتلت اناسا» في اشارة الي غزة. لكن حتي الان لم يكن لمواقف رئيس الوزراء سوي تأثير محدود علي المؤسسة العسكرية النافذة التي تشهد علاقاتها مع الحكومة المنبثقة عن التيار الاسلامي توترا.

 واعلن حسين بغجي من جامعة الشرق الاوسط التقنية في انقرة ان سياسة الحكومة تجاه اسرائيل اصبحت سياسة الدولة التركية تجاه هذا البلد،  مشيرا الي ان ثمة خطراً في ذلك. ويري محللون آخرون ان اسرائيل ستكون الخاسر الحقيقي في هذه المواجهة لانها لا يمكن ان تخسر احد اصدقائها النادرين في العالم الاسلامي فيما يشهد العالم العربي حالة من الغليان. فالرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي كان يعتبر الاكثر تقربا من اسرائيل من جميع القادة العرب، اطيح في فبراير الماضي وتجري حاليا محاكمته. ويشهد الاردن البلد الوحيد المجاور الذي يقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل تظاهرات. وقال عثمان بهادير دينجر من المنظمة الدولية للابحاث الاستراتيجية التي يوجد مقرها في انقرة، ان تركيا اعطت اسرائيل فرصا كثيرة لكن اسرائيل استغلت حسن نية تركيا. وفضلا عن تجميد العلاقات الدبلوماسية والعسكرية، اعلن الرئيس التركي عبدالله جول ان تركيا قد تتخذ تدابير اخري في المستقبل بدون مزيد من التفاصيل.

ليست هناك تعليقات: