فى هذا القسم نعرض عليكم اغتيال الموساد الاسرائيلى للعلماء المصريين فى الماضى وحتى الان...
وتعمد معظم دول العالم الاشتراك فى الاغتيال عن طريق تسهيل عملية الاغتيال على اراضيهم..
اولا : الدكتورة سميرة موسى (دكتوراه فى الفيزياء النووية)
سميرة موسي (3 مارس 1917 - 15 أغسطس 1952 م) ولدت في قرية سنبو الكبرى – مركز زفتى بمحافظة الغربية وهي أول عالمة ذرة مصرية ولقبت باسم ميس كوري الشرق، وهي أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، جامعة القاهرة حاليا.
تعلمت سميرة منذ الصغر القراءة والكتابة، وحفظت أجزاء من القرآن الكريم وكانت مولعة بقراءة الصحف وكانت تتمتع بذاكرة فوتوغرافية تؤهلها لحفظ الشيء بمجرد قراءته.
انتقل والدها مع ابنته إلي القاهرة من أجل تعليمها واشتري ببعض أمواله فندقا بـحي الحسين حتي يستثمر أمواله في الحياة القاهرية. التحقت سميرة بمدرسة "قصر الشوق" الابتدائية ثم ب "مدرسة بنات الأشراف" الثانوية الخاصة والتي قامت علي تأسيسها وإدارتها "نبوية موسي" الناشطة النسائية السياسية المعروفة.
حصدت سميرة الجوائز الأولي في جميع مراحل تعليمها، فقد كانت الأولي علي شهادة التوجيهية عام 1935، ولم يكن فوز الفتيات بهذا المركز مألوفا في ذلك الوقت حيث لم يكن يسمح لهن بدخول امتحانات التوجيهية إلا من المنازل حتي تغير هذا القرار عام 1925 بإنشاء مدرسة الأميرة فايزة، أول مدرسة ثانوية للبنات في مصر.
كان لتفوقها المستمر أثر كبير علي مدرستها حيث كانت الحكومة تقدم معونة مالية للمدرسة التي يخرج منها الأول، دفع ذلك ناظرة المدرسة نبوية موسي إلي شراء معمل خاص حينما سمعت يومًا أن سميرة تنوي الانتقال إلي مدرسة حكومية يتوفر بها معمل. يذكر عن نبوغها أنها قامت بإعادة صياغة كتاب الجبر الحكومي في السنة الأولي الثانوية، وطبعته علي نفقة أبيها الخاصة، ووزعته بالمجان علي زميلاتها عام 1933
اختارت سميرة موسي كلية العلوم بجامعة القاهرة، رغم أن مجموعها كان يؤهلها لدخول كلية الهندسة، حينما كانت أمنية أي فتاة في ذلك الوقت هي الالتحاق بكلية الآداب وهناك لفتت نظر أستاذها الدكتور مصطفي مشرفة، أول مصري يتولي عمادة كلية العلوم. تأثرت به تأثرا مباشرًا، ليس فقط من الناحية العلمية بل أيضا بالجوانب الاجتماعية في شخصيته.
حصلت سميرة موسي علي بكالوريوس العلوم وكانت الأولي علي دفعتها وعينت كمعيدة بكلية العلوم وذلك بفضل جهود د.مصطفي مشرفة الذي دافع عن تعيينها بشدة وتجاهل احتجاجات الأساتذة الأجانب (الإنجليز).
وكانت تأمل أن يكون لمصر والوطن العربي مكان وسط هذا التقدم العلمي الكبير، حيث كانت تؤمن بأن زيادة ملكية السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، فإن أي دولة تتبني فكرة السلام لا بد وأن تتحدث من موقف قوة فقد عاصرت ويلات الحرب وتجارب القنبلة الذرية التي دكت هيروشيما وناجازاكي في عام 1945 ولفت انتباهها الاهتمام المبكر من إسرائيل بامتلاك أسلحة الدمار الشامل وسعيها للانفراد بالتسلح النووي في المنطقة.
استجابت الدكتورة سميرة إلي دعوة للسفر إلي أمريكا في عام 1952، أتيحت لها فرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية، تلقت عروضاً لكي تبقي في أمريكا لكنها رفضت وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس، وفي طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادي عميق، قفز سائق السيارة - زميلها الهندي في الجامعة الذي يقوم بالتحضير للدكتوراة والذي- اختفي إلي الأبد.
أوضحت التحريات أن السائق كان يحمل اسمًا مستعارا وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها كانت تقول لوالدها في رسائلها: «لو كان في مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا كنت أستطيع أن أعمل حاجات كثيرة». علق محمد الزيات مستشار مصر الثقافي في واشنطن وقتها أن كلمة (حاجات كثيرة) كانت تعني بها أن في قدرتها اختراع جهاز لتفتيت المعادن الرخيصة إلي ذرات عن طريق التوصيل الحراري للغازات ومن ثم تصنيع قنبلة ذرية رخيصة التكاليف.
في آخر رسالة لها كانت تقول: «لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا وعندما أعود إلي مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان وسأستطيع أن أخدم قضية السلام»، حيث كانت تنوي إنشاء معمل خاص لها في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة. لا زالت الصحف تتناول قصتها وملفها الذي لم يغلق، وإن كانت الدلائل تشير - طبقا للمراقبين - أن الموساد، المخابرات الإسرائيلية هي التي اغتالتها، جزاء لمحاولتها نقل العلم النووي إلي مصر والوطن العربي في تلك الفترة المبكرة..
ثانيا : الدكتور يحيى المشد (دكتوراة فى هندسة المفاعلات النووية)
يحيى المشد عالم ذرة مصري وأستاذ جامعي, درّسَ في العراق في الجامعة التكنولوجية قسم الهندسة الكهربائية فشهد له طلابه وكل من عرفه بالأخلاق والذكاء والعلمية.
ولد يحيى المشد في مصر في بنها سنة 1932، وتعلم في مدارس مدينة طنطا تخرج من قسم الكهرباء في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية سنة 1952م، ومع انبعاث المد العربي سنة 1952، وأختير لبعثة الدكتوراه إلى لندن سنة 1956، لكن العدوان الثلاثي على مصر حوله إلى موسكو، تزوج وسافر وقضى هناك ست سنوات.عاد بعدها سنة 1963 الدكتور يحيى المشد متخصصاً في هندسة المفاعلات النووية
عند عودته إنضم إلى هيئة الطاقة النووية المصرية حيث كان يقوم بعمل الإبحاث، أنتقل إلى النرويج بين سنتيّ 1963 و1964،
وقبل أن يسافر تم زفافه على إحدى بنات عمه وسافرت معه هناك ليقضيا ست سنوات يعود بعدها لمصر واحداً من أهم عشرة علماء على مستوى العالم في مجال التصميم والتحكم في المفاعلات النووية.
عقب عودته تم تعيينه في المفاعل الذري المصري «بأنشاص» بعدها بفترة بسيطة تلقى عرضاً للتدريس في النرويج وبالفعل سافر، ومعه زوجته أيضا، ليقوم بالتدريس في مجاله، وهناك تلقى عروضا كثيرة لمنحه الجنسية النرويجية بلغت أحيانا درجة المطاردة طوال اليوم، والمعروف أن النرويج هي إحدى مراكز اللوبي الصهيوني في أوروبا وهي التي خرج منها اتفاق أوسلو الشهير.
المهم أن الدكتور يحيى المشد رفض كل هذه العروض لكن أثار انتباهه هناك الإعلام الموجه لخدمة الصهيونية العالمية، وتجاهل حق الفلسطينيين وأزمتهم فما كان منه إلا أن جهز خطبة طويلة بشكل علمي منمق حول الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وانتهز فرصة دعوته لإحدى الندوات المفتوحة وهناك قال كلمته التي أثارت إعجاب الكثيرين ولكنها أثارت غضب اللوبي الصهيوني والموساد في النرويج وكانت هذه الخطبة سببا في بداية ترصد خطواته وتعقبه، خصوصا وانه قد تحدث بلسان العلم في السياسة. وعندما يجتمع الاثنان على لسان واحد فالمجال مفتوح للاتهام بالعصبية والشوفينية كمبرر أول لإعلان الكراهية.. وبدأت المضايقات الشديدة للدكتور العالم من الجهات المعادية للعروبة ولفلسطين، فقرر الدكتور المشد العودة إلى القاهرة
عاد يحيى المشد للقاهرة مرة أخرى وقام بالتدريس في جامعة الإسكندرية ... ثم طلبته جامعة بغداد فتمت إعارته لمدة أربع سنوات وكان المسئولون العراقيون قد طلبوه بعد أن حضر مؤتمرا علميا في أعقاب حرب 1973 في بغداد، وبعد أن انتهت مدة الإعارة تمسك به العراقيون وعرضوا عليه أي شيء يطلبه، ولم يطلب المشد سوى العمل في مؤسسة الطاقة الذرية العراقية إلى جانب التدريس لبعض الوقت في كلية التكنولوجيا.
وبذلك كتب د. يحيى المشد أول مشهد في سيناريو إعدامه. وفي إبريل 1979 تم تدمير قلب الفرن النووي للمفاعل العراقي «أوزوريس» في مخازن بلدة «لاسين سورمير» القريبة من ميناء طولون الفرنسي عشية إرساله إلى بغداد، طبعا التدمير حدث على يد الموساد ولم يكن بوسع أحد من العلماء القيام بمهمة إصلاح الفرن سوى د. المشد الذي نجح في إصلاحه والإشراف على عملية نقله لبغداد.
بعدها أصبح د.يحيى المشد المتحدث الرسمي باسم البرنامج النووي العراقي ثم ترأس البرنامج النووي العراقي الفرنسي المشترك، وكانت أول واهم واخطر إنجازات المشد هي تسهيل مهمة العراق في الحصول على اليورانيوم المخصب من فرنسا.. وبعد قيام الثورة الإيرانية عجز النظام الإيراني الجديد عن سداد ديونه لدى شركة «الكونسرتوم» الفرنسية لإنتاج اليورانيوم، فعرض د. المشد على هذه الشركة شراء أسهم الحكومة الإيرانية باسم حكومة العراق ونجح في ذلك وأصبح باستطاعتها الحصول على اليورانيوم الذي تحتاجه وكان هذا المشهد هو بداية التحول الدرامي في سيناريو قتل د. المشد.في مايو 1980 تم استدعاء د. المشد لفرنسا في مهمة بسيطة للغاية يستطيع أي مهندس أو خبير عادي أن يقوم بها على أكمل وجه. - ونلاحظ بداية خيط الأحداث ونقطة انطلاق الغموض .
كان دكتور المشد يقوم كل فترة بإرسال كشف اليورانيوم الذي يحتاجه كماً وكيفاً، وكان يطلق على اليورانيوم اسماً حركياً «الكعك الأصفر» وكان يتسلمها مندوب البرنامج في العراق ويبلغ د. المشد بما تم تسلمه ولكن آخر مرة اخبره انه تسلّم صنفا مختلفا وكمية مختلفة عما طلبه د. المشد فارسل د. المشد للمسئولين في فرنسا، في برنامج العمل النووي ليخبرهم بهذا الخطأ فردوا عليه بعد ثلاثة أيام وقالوا له: لقد جهزنا الكمية والصنف الذي تطلبه وعليك أن تأتي بنفسك لفحصها ووضع الشمع الأحمر على الشحنات بعد التأكد من صلاحيتها
"بل وقام بتصنيع معظم اجهزة المعامل الموجودة فى العراق بمجرد فحص المعدات فى المصانع الفرنسية والروسية "وقام بتصنيع اجهزة معمله بنفسه
وسافر يحيى المشد الى فرنسا وفى أحد الفنادق كانت نهايته، حيث شوهد مع سيدة جميلة كانت تحاول الايقاع به وبعدها وجد مقتولا بسكين داخل غرفته . وبعد أيام قتلت تلك السيدة لأنها الشاهدة الوحيدة فى القضية .
ولاشك ان يقين الباحثين فى قيام الموساد باغتيال المشد يتضح فى اعترافات قادة الموساد، والتى نشرها جوردون توماس فى كتابه الشهير "التاريخ السرى للموساد " والذى ترجمه الى العربية احمد عمر شاهين ومجدى شرشر وصدر عام 1999 بالقاهرة عن دار سطور. إن اسحق هوفى رئيس الموساد اختار بنفسه فريق الاغتيال الذى ذهب الى فرنسا وتابع العالم المصرى يوما وراء الآخر، واستخدم مفتاحا احتياطيا لدخول الغرفة وطعنوه ، ثم قتلوا الشاهدة الوحيدة التى سمعت ضوضاء بالغرفة فيما بعد . واستمر الموساد يتتبع علماء المفاعل العراقى حتى قامت مقاتلات اسرائيلية فى 15 مارس 1981 بقصف المفاعل العراقى وتحويله الى حجارة .
"ماري كلود ماجال" أو "ماري إكسبريس" كشهرتها –الشاهدة الوحيدة- وهي امرأة ليل فرنسية كانت تريد أن تقضي معه سهرة ممتعة، أكدت في شهادتها أنه رفض تمامًا مجرد التحدث معها، وأنها ظلت تقف أمام غرفته لعله يغيّر رأيه؛ حتى سمعت ضجة بالحجرة.. ثم اغتيلت أيضاً هذه الشاهدة الوحيدة. كما تدافع عنه وبشدة زوجته "زنوبة علي الخشاني" حيث قالت: "يحيى كان رجلا محترما بكل معنى الكلمة، وأخلاقه لا يختلف عليها اثنان، ويحيى قبل أن يكون زوجي فهو ابن عمتي، تربينا سويًّا منذ الصغر؛ ولذلك أنا أعلم جيدًا أخلاقه، ولم يكن له في هذه "السكك" حتى إنه لم يكن يسهر خارج المنزل، إنما كان من عمله لمنزله والعكس
وقيل أيضاً: إن هناك شخصاً ما استطاع الدخول إلى حجرته بالفندق وانتظره حتى يأتي، ثم قتله عن طريق ضربه على رأسه، وإذا كان بعض الصحفيين اليهود قد دافعوا عن الموساد قائلين: إن جهاز الموساد لا يستخدم مثل هذه الأساليب في القتل؛ فالرد دائماً يأتي: ولماذا لا يكون هذا الأسلوب اتُّبع لكي تبتعد الشبهات عن الموساد؟! ودليل ذلك أن المفاعل العراقي تم تفجيره بعد شهرين من مقتل المشد، والغريب أيضا والمثير للشكوك أن الفرنسيين صمّموا على أن يأتي المشد بنفسه ليتسلم شحنة اليورانيوم، رغم أن هذا عمل يقوم به أي مهندس عادي كما ذكر لهم في العراق بناء على رواية زوجته، إلا أنهم في العراق وثقوا فيه بعدما استطاع كشف أن شحنة اليورانيوم التي أرسلت من فرنسا غير مطابقة للمواصفات، وبالتالي أكدوا له أن سفره له أهمية كبرى. السياسة والصداقة الغريب أنه بعد رجوع أسرة المشد من العراق؛ قاموا بعمل جنازة للراحل، ولم يحضر الجنازة أي من المسئولين أو زملاؤه بكلية الهندسة إلا قلة معدودة.. حيث إن العلاقات المصرية العراقية وقتها لم تكن على ما يرام بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وأصبحت أسرة المشد الآتية من العراق لا تعرف ماذا تفعل بعد رحيل المشد، لولا المعاش الذي كانت تصرفه دولة العراق والذي صرف بناء على أوامر من صدام حسين مدى الحياة (رغم أنه توقف بعد حرب الخليج).. ومعاش ضئيل من الشئون الاجتماعية التي لم تراع وضع الأسرة أو وضع العالم الكبير. كما أن الإعلام المصري لم يسلط الضوء بما يكفي على قصة اغتيال المشد رغم أهميتها، ولعل توقيت هذه القصة وسط أحداث سياسية شاحنة جعلها أقل أهمية مقارنة بهذه الأحداث!! وبقي ملف المشد مقفولاً، وبقيت نتيجة التحريات أن الفاعل مجهول.. وأصبح المشد واحداً من سلسلة من علماء العرب المتميزين الذين تم تصفيتهم على يد الموساد
اراء اخرى
أصبحنا أمام ضحية من ضحايا الصراع المصري الإسرائيلي، وكم هائل من التساؤلات، ومحاولات كلها، صحيح أنها لن تعيد د. المشد لنا لكن ستساعدنا في إلقاء القبض على القاتل الحقيقي ولو معنويا. والبعض يظن أن القاتل قد يكون عراقياً، ويؤيد هذا الاحتمال فكرة أن يكون د.المشد هو المكلف رسميا بإدارة الاتصال بين فرنسا والعراق وربما خطر ببال المسئولين شعور بالخطر نظرا للعلاقات الوثيقة التي كانت تربط بين د.المشد ورئيس اللجنة العراقية الذرية السابق الدكتور حسين شهر ستاني والذي كان وقتها يقضي فترة العقوبة بالسجن لمدة عشر سنوات بسبب قيامه بأعمال مناهضة للنظام العراقي. طبعا لن ينفي هذا الاحتمال القرار الجمهوري الذي كان قد أصدره الرئيس العراقي السابق صدام حسين بصرف راتب تقاعدي شهرياً لأسرة المشد قدره 300 دينار استمر صرفه حتى أحداث حرب الخليج فيما اعتقد، بالإضافة لتعويض قدره 30 ألف دينار تم توجيهها لشراء منزل لأسرة د.المشد في الإسكندرية.
وهذا الاحتمال لا يتعدى نسبة 10% نظراً لان الدكتور المشد لم يبخل بتقديم أي جهد للحكومة العراقية خلال السنوات الطويلة التي قضاها هناك، مما ينفي فكرة مكافأته عن طريق التصفية الجسدية. الاحتمال الثاني –وهو أيضا ضعيف- يورط المخابرات الليبية في الحادث، ففي نفس توقيت قيام العراق بتصنيع قنبلة نووية كانت باكستان تقوم بنفس العمل وحملت مشروعها صبغة إسلامية مما دعا النظام الليبي للقيام بمساعدتها معنوياً ومادياً بمبلغ 2500 مليون دولار حتى يكون السبق لباكستان على العراق، والتي كانت تشهد علاقات مضطربة مع ليبيا وقتها.
أما الاحتمال الثالث وهو الأقوى بل انه ليس احتمالاً فهو حقيقة واضحة للعيان فان هذه الحقيقة تثبت وتشير بإصبع الاتهام إلى الموساد لان التقارير تثبت قيام «إسرائيل» بعمليات قرصنة ضد اليورانيوم المرسل للعراق ومحاولة الاستيلاء عليه، أو على الأقل إفساده.
هذا بالإضافة إلى دورها الرئيسي في تدمير قلب المفاعل النووي العراقي في ميناء طولون الفرنسي، والأرجح أنهم اكتشفوا أن التخلص من القطب الرئيسي في المشروع العراقي أسهل وارخص من عمليات القرصنة والتدمير المتكررة وبناء عليه قتلوا د.المشد.
من ناحية أخرى صرحت الحكومة الإسرائيلية بأن مقتل المشد سيؤخر العمل الذري العراقي لمدة عامين على الأقل لكنهم اكتشفوا بعد عام أن العمل العراقي لا يزال مستمراً وبناء عليه قاموا بقصف المفاعل العراقي في يونيو 1981 بعد اكتشافهم أن عمليات القتل والقرصنة والتخريب لم تُعق تقدم المشروع العراقي النووي، هذه الخطوة تثبت وتؤكد تورط الموساد في قتل د. المشد باعتبار أن ما قدمه للعراق كان مخيفاً وجعلهم يشعرون بالخطر.
..
http://www.youtube.com/watch?v=3ol1PjN0RXI&feature=player_embedded
سري للغاية - مقتل يحيى المشد
http://www.youtube.com/watch?v=JdjNjFZgS8c
الطبعة الاولى : هل قتلت تسيبى ليفنى يحيى المشد ؟
وتعمد معظم دول العالم الاشتراك فى الاغتيال عن طريق تسهيل عملية الاغتيال على اراضيهم..
اولا : الدكتورة سميرة موسى (دكتوراه فى الفيزياء النووية)
سميرة موسي (3 مارس 1917 - 15 أغسطس 1952 م) ولدت في قرية سنبو الكبرى – مركز زفتى بمحافظة الغربية وهي أول عالمة ذرة مصرية ولقبت باسم ميس كوري الشرق، وهي أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، جامعة القاهرة حاليا.
تعلمت سميرة منذ الصغر القراءة والكتابة، وحفظت أجزاء من القرآن الكريم وكانت مولعة بقراءة الصحف وكانت تتمتع بذاكرة فوتوغرافية تؤهلها لحفظ الشيء بمجرد قراءته.
انتقل والدها مع ابنته إلي القاهرة من أجل تعليمها واشتري ببعض أمواله فندقا بـحي الحسين حتي يستثمر أمواله في الحياة القاهرية. التحقت سميرة بمدرسة "قصر الشوق" الابتدائية ثم ب "مدرسة بنات الأشراف" الثانوية الخاصة والتي قامت علي تأسيسها وإدارتها "نبوية موسي" الناشطة النسائية السياسية المعروفة.
حصدت سميرة الجوائز الأولي في جميع مراحل تعليمها، فقد كانت الأولي علي شهادة التوجيهية عام 1935، ولم يكن فوز الفتيات بهذا المركز مألوفا في ذلك الوقت حيث لم يكن يسمح لهن بدخول امتحانات التوجيهية إلا من المنازل حتي تغير هذا القرار عام 1925 بإنشاء مدرسة الأميرة فايزة، أول مدرسة ثانوية للبنات في مصر.
كان لتفوقها المستمر أثر كبير علي مدرستها حيث كانت الحكومة تقدم معونة مالية للمدرسة التي يخرج منها الأول، دفع ذلك ناظرة المدرسة نبوية موسي إلي شراء معمل خاص حينما سمعت يومًا أن سميرة تنوي الانتقال إلي مدرسة حكومية يتوفر بها معمل. يذكر عن نبوغها أنها قامت بإعادة صياغة كتاب الجبر الحكومي في السنة الأولي الثانوية، وطبعته علي نفقة أبيها الخاصة، ووزعته بالمجان علي زميلاتها عام 1933
اختارت سميرة موسي كلية العلوم بجامعة القاهرة، رغم أن مجموعها كان يؤهلها لدخول كلية الهندسة، حينما كانت أمنية أي فتاة في ذلك الوقت هي الالتحاق بكلية الآداب وهناك لفتت نظر أستاذها الدكتور مصطفي مشرفة، أول مصري يتولي عمادة كلية العلوم. تأثرت به تأثرا مباشرًا، ليس فقط من الناحية العلمية بل أيضا بالجوانب الاجتماعية في شخصيته.
حصلت سميرة موسي علي بكالوريوس العلوم وكانت الأولي علي دفعتها وعينت كمعيدة بكلية العلوم وذلك بفضل جهود د.مصطفي مشرفة الذي دافع عن تعيينها بشدة وتجاهل احتجاجات الأساتذة الأجانب (الإنجليز).
- حصلت علي شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات
- سافرت في بعثة إلي بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت علي الدكتوراة في الأشعة السينية وتأثيرها علي المواد المختلفة.
وكانت تأمل أن يكون لمصر والوطن العربي مكان وسط هذا التقدم العلمي الكبير، حيث كانت تؤمن بأن زيادة ملكية السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، فإن أي دولة تتبني فكرة السلام لا بد وأن تتحدث من موقف قوة فقد عاصرت ويلات الحرب وتجارب القنبلة الذرية التي دكت هيروشيما وناجازاكي في عام 1945 ولفت انتباهها الاهتمام المبكر من إسرائيل بامتلاك أسلحة الدمار الشامل وسعيها للانفراد بالتسلح النووي في المنطقة.
- قامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948
- حرصت علي إيفاد البعثات للتخصص في علوم الذرة فكانت دعواتها المتكررة إلي أهمية التسلح النووي، ومجاراة هذا المد العلمي المتنامي
- نظمت مؤتمر الذرة من أجل السلام الذي استضافته كلية العلوم وشارك فيه عدد كبير من علماء العالم
- توصلت في إطار بحثها إلي معادلة لم تكن تلقي قبولاً عند العالم الغربي
استجابت الدكتورة سميرة إلي دعوة للسفر إلي أمريكا في عام 1952، أتيحت لها فرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية، تلقت عروضاً لكي تبقي في أمريكا لكنها رفضت وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس، وفي طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادي عميق، قفز سائق السيارة - زميلها الهندي في الجامعة الذي يقوم بالتحضير للدكتوراة والذي- اختفي إلي الأبد.
أوضحت التحريات أن السائق كان يحمل اسمًا مستعارا وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها كانت تقول لوالدها في رسائلها: «لو كان في مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا كنت أستطيع أن أعمل حاجات كثيرة». علق محمد الزيات مستشار مصر الثقافي في واشنطن وقتها أن كلمة (حاجات كثيرة) كانت تعني بها أن في قدرتها اختراع جهاز لتفتيت المعادن الرخيصة إلي ذرات عن طريق التوصيل الحراري للغازات ومن ثم تصنيع قنبلة ذرية رخيصة التكاليف.
في آخر رسالة لها كانت تقول: «لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا وعندما أعود إلي مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان وسأستطيع أن أخدم قضية السلام»، حيث كانت تنوي إنشاء معمل خاص لها في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة. لا زالت الصحف تتناول قصتها وملفها الذي لم يغلق، وإن كانت الدلائل تشير - طبقا للمراقبين - أن الموساد، المخابرات الإسرائيلية هي التي اغتالتها، جزاء لمحاولتها نقل العلم النووي إلي مصر والوطن العربي في تلك الفترة المبكرة..
ثانيا : الدكتور يحيى المشد (دكتوراة فى هندسة المفاعلات النووية)
يحيى المشد عالم ذرة مصري وأستاذ جامعي, درّسَ في العراق في الجامعة التكنولوجية قسم الهندسة الكهربائية فشهد له طلابه وكل من عرفه بالأخلاق والذكاء والعلمية.
ولد يحيى المشد في مصر في بنها سنة 1932، وتعلم في مدارس مدينة طنطا تخرج من قسم الكهرباء في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية سنة 1952م، ومع انبعاث المد العربي سنة 1952، وأختير لبعثة الدكتوراه إلى لندن سنة 1956، لكن العدوان الثلاثي على مصر حوله إلى موسكو، تزوج وسافر وقضى هناك ست سنوات.عاد بعدها سنة 1963 الدكتور يحيى المشد متخصصاً في هندسة المفاعلات النووية
عند عودته إنضم إلى هيئة الطاقة النووية المصرية حيث كان يقوم بعمل الإبحاث، أنتقل إلى النرويج بين سنتيّ 1963 و1964،
وقبل أن يسافر تم زفافه على إحدى بنات عمه وسافرت معه هناك ليقضيا ست سنوات يعود بعدها لمصر واحداً من أهم عشرة علماء على مستوى العالم في مجال التصميم والتحكم في المفاعلات النووية.
عقب عودته تم تعيينه في المفاعل الذري المصري «بأنشاص» بعدها بفترة بسيطة تلقى عرضاً للتدريس في النرويج وبالفعل سافر، ومعه زوجته أيضا، ليقوم بالتدريس في مجاله، وهناك تلقى عروضا كثيرة لمنحه الجنسية النرويجية بلغت أحيانا درجة المطاردة طوال اليوم، والمعروف أن النرويج هي إحدى مراكز اللوبي الصهيوني في أوروبا وهي التي خرج منها اتفاق أوسلو الشهير.
المهم أن الدكتور يحيى المشد رفض كل هذه العروض لكن أثار انتباهه هناك الإعلام الموجه لخدمة الصهيونية العالمية، وتجاهل حق الفلسطينيين وأزمتهم فما كان منه إلا أن جهز خطبة طويلة بشكل علمي منمق حول الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وانتهز فرصة دعوته لإحدى الندوات المفتوحة وهناك قال كلمته التي أثارت إعجاب الكثيرين ولكنها أثارت غضب اللوبي الصهيوني والموساد في النرويج وكانت هذه الخطبة سببا في بداية ترصد خطواته وتعقبه، خصوصا وانه قد تحدث بلسان العلم في السياسة. وعندما يجتمع الاثنان على لسان واحد فالمجال مفتوح للاتهام بالعصبية والشوفينية كمبرر أول لإعلان الكراهية.. وبدأت المضايقات الشديدة للدكتور العالم من الجهات المعادية للعروبة ولفلسطين، فقرر الدكتور المشد العودة إلى القاهرة
عاد يحيى المشد للقاهرة مرة أخرى وقام بالتدريس في جامعة الإسكندرية ... ثم طلبته جامعة بغداد فتمت إعارته لمدة أربع سنوات وكان المسئولون العراقيون قد طلبوه بعد أن حضر مؤتمرا علميا في أعقاب حرب 1973 في بغداد، وبعد أن انتهت مدة الإعارة تمسك به العراقيون وعرضوا عليه أي شيء يطلبه، ولم يطلب المشد سوى العمل في مؤسسة الطاقة الذرية العراقية إلى جانب التدريس لبعض الوقت في كلية التكنولوجيا.
وبذلك كتب د. يحيى المشد أول مشهد في سيناريو إعدامه. وفي إبريل 1979 تم تدمير قلب الفرن النووي للمفاعل العراقي «أوزوريس» في مخازن بلدة «لاسين سورمير» القريبة من ميناء طولون الفرنسي عشية إرساله إلى بغداد، طبعا التدمير حدث على يد الموساد ولم يكن بوسع أحد من العلماء القيام بمهمة إصلاح الفرن سوى د. المشد الذي نجح في إصلاحه والإشراف على عملية نقله لبغداد.
بعدها أصبح د.يحيى المشد المتحدث الرسمي باسم البرنامج النووي العراقي ثم ترأس البرنامج النووي العراقي الفرنسي المشترك، وكانت أول واهم واخطر إنجازات المشد هي تسهيل مهمة العراق في الحصول على اليورانيوم المخصب من فرنسا.. وبعد قيام الثورة الإيرانية عجز النظام الإيراني الجديد عن سداد ديونه لدى شركة «الكونسرتوم» الفرنسية لإنتاج اليورانيوم، فعرض د. المشد على هذه الشركة شراء أسهم الحكومة الإيرانية باسم حكومة العراق ونجح في ذلك وأصبح باستطاعتها الحصول على اليورانيوم الذي تحتاجه وكان هذا المشهد هو بداية التحول الدرامي في سيناريو قتل د. المشد.في مايو 1980 تم استدعاء د. المشد لفرنسا في مهمة بسيطة للغاية يستطيع أي مهندس أو خبير عادي أن يقوم بها على أكمل وجه. - ونلاحظ بداية خيط الأحداث ونقطة انطلاق الغموض .
كان دكتور المشد يقوم كل فترة بإرسال كشف اليورانيوم الذي يحتاجه كماً وكيفاً، وكان يطلق على اليورانيوم اسماً حركياً «الكعك الأصفر» وكان يتسلمها مندوب البرنامج في العراق ويبلغ د. المشد بما تم تسلمه ولكن آخر مرة اخبره انه تسلّم صنفا مختلفا وكمية مختلفة عما طلبه د. المشد فارسل د. المشد للمسئولين في فرنسا، في برنامج العمل النووي ليخبرهم بهذا الخطأ فردوا عليه بعد ثلاثة أيام وقالوا له: لقد جهزنا الكمية والصنف الذي تطلبه وعليك أن تأتي بنفسك لفحصها ووضع الشمع الأحمر على الشحنات بعد التأكد من صلاحيتها
"بل وقام بتصنيع معظم اجهزة المعامل الموجودة فى العراق بمجرد فحص المعدات فى المصانع الفرنسية والروسية "وقام بتصنيع اجهزة معمله بنفسه
وسافر يحيى المشد الى فرنسا وفى أحد الفنادق كانت نهايته، حيث شوهد مع سيدة جميلة كانت تحاول الايقاع به وبعدها وجد مقتولا بسكين داخل غرفته . وبعد أيام قتلت تلك السيدة لأنها الشاهدة الوحيدة فى القضية .
ولاشك ان يقين الباحثين فى قيام الموساد باغتيال المشد يتضح فى اعترافات قادة الموساد، والتى نشرها جوردون توماس فى كتابه الشهير "التاريخ السرى للموساد " والذى ترجمه الى العربية احمد عمر شاهين ومجدى شرشر وصدر عام 1999 بالقاهرة عن دار سطور. إن اسحق هوفى رئيس الموساد اختار بنفسه فريق الاغتيال الذى ذهب الى فرنسا وتابع العالم المصرى يوما وراء الآخر، واستخدم مفتاحا احتياطيا لدخول الغرفة وطعنوه ، ثم قتلوا الشاهدة الوحيدة التى سمعت ضوضاء بالغرفة فيما بعد . واستمر الموساد يتتبع علماء المفاعل العراقى حتى قامت مقاتلات اسرائيلية فى 15 مارس 1981 بقصف المفاعل العراقى وتحويله الى حجارة .
"ماري كلود ماجال" أو "ماري إكسبريس" كشهرتها –الشاهدة الوحيدة- وهي امرأة ليل فرنسية كانت تريد أن تقضي معه سهرة ممتعة، أكدت في شهادتها أنه رفض تمامًا مجرد التحدث معها، وأنها ظلت تقف أمام غرفته لعله يغيّر رأيه؛ حتى سمعت ضجة بالحجرة.. ثم اغتيلت أيضاً هذه الشاهدة الوحيدة. كما تدافع عنه وبشدة زوجته "زنوبة علي الخشاني" حيث قالت: "يحيى كان رجلا محترما بكل معنى الكلمة، وأخلاقه لا يختلف عليها اثنان، ويحيى قبل أن يكون زوجي فهو ابن عمتي، تربينا سويًّا منذ الصغر؛ ولذلك أنا أعلم جيدًا أخلاقه، ولم يكن له في هذه "السكك" حتى إنه لم يكن يسهر خارج المنزل، إنما كان من عمله لمنزله والعكس
وقيل أيضاً: إن هناك شخصاً ما استطاع الدخول إلى حجرته بالفندق وانتظره حتى يأتي، ثم قتله عن طريق ضربه على رأسه، وإذا كان بعض الصحفيين اليهود قد دافعوا عن الموساد قائلين: إن جهاز الموساد لا يستخدم مثل هذه الأساليب في القتل؛ فالرد دائماً يأتي: ولماذا لا يكون هذا الأسلوب اتُّبع لكي تبتعد الشبهات عن الموساد؟! ودليل ذلك أن المفاعل العراقي تم تفجيره بعد شهرين من مقتل المشد، والغريب أيضا والمثير للشكوك أن الفرنسيين صمّموا على أن يأتي المشد بنفسه ليتسلم شحنة اليورانيوم، رغم أن هذا عمل يقوم به أي مهندس عادي كما ذكر لهم في العراق بناء على رواية زوجته، إلا أنهم في العراق وثقوا فيه بعدما استطاع كشف أن شحنة اليورانيوم التي أرسلت من فرنسا غير مطابقة للمواصفات، وبالتالي أكدوا له أن سفره له أهمية كبرى. السياسة والصداقة الغريب أنه بعد رجوع أسرة المشد من العراق؛ قاموا بعمل جنازة للراحل، ولم يحضر الجنازة أي من المسئولين أو زملاؤه بكلية الهندسة إلا قلة معدودة.. حيث إن العلاقات المصرية العراقية وقتها لم تكن على ما يرام بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وأصبحت أسرة المشد الآتية من العراق لا تعرف ماذا تفعل بعد رحيل المشد، لولا المعاش الذي كانت تصرفه دولة العراق والذي صرف بناء على أوامر من صدام حسين مدى الحياة (رغم أنه توقف بعد حرب الخليج).. ومعاش ضئيل من الشئون الاجتماعية التي لم تراع وضع الأسرة أو وضع العالم الكبير. كما أن الإعلام المصري لم يسلط الضوء بما يكفي على قصة اغتيال المشد رغم أهميتها، ولعل توقيت هذه القصة وسط أحداث سياسية شاحنة جعلها أقل أهمية مقارنة بهذه الأحداث!! وبقي ملف المشد مقفولاً، وبقيت نتيجة التحريات أن الفاعل مجهول.. وأصبح المشد واحداً من سلسلة من علماء العرب المتميزين الذين تم تصفيتهم على يد الموساد
اراء اخرى
أصبحنا أمام ضحية من ضحايا الصراع المصري الإسرائيلي، وكم هائل من التساؤلات، ومحاولات كلها، صحيح أنها لن تعيد د. المشد لنا لكن ستساعدنا في إلقاء القبض على القاتل الحقيقي ولو معنويا. والبعض يظن أن القاتل قد يكون عراقياً، ويؤيد هذا الاحتمال فكرة أن يكون د.المشد هو المكلف رسميا بإدارة الاتصال بين فرنسا والعراق وربما خطر ببال المسئولين شعور بالخطر نظرا للعلاقات الوثيقة التي كانت تربط بين د.المشد ورئيس اللجنة العراقية الذرية السابق الدكتور حسين شهر ستاني والذي كان وقتها يقضي فترة العقوبة بالسجن لمدة عشر سنوات بسبب قيامه بأعمال مناهضة للنظام العراقي. طبعا لن ينفي هذا الاحتمال القرار الجمهوري الذي كان قد أصدره الرئيس العراقي السابق صدام حسين بصرف راتب تقاعدي شهرياً لأسرة المشد قدره 300 دينار استمر صرفه حتى أحداث حرب الخليج فيما اعتقد، بالإضافة لتعويض قدره 30 ألف دينار تم توجيهها لشراء منزل لأسرة د.المشد في الإسكندرية.
وهذا الاحتمال لا يتعدى نسبة 10% نظراً لان الدكتور المشد لم يبخل بتقديم أي جهد للحكومة العراقية خلال السنوات الطويلة التي قضاها هناك، مما ينفي فكرة مكافأته عن طريق التصفية الجسدية. الاحتمال الثاني –وهو أيضا ضعيف- يورط المخابرات الليبية في الحادث، ففي نفس توقيت قيام العراق بتصنيع قنبلة نووية كانت باكستان تقوم بنفس العمل وحملت مشروعها صبغة إسلامية مما دعا النظام الليبي للقيام بمساعدتها معنوياً ومادياً بمبلغ 2500 مليون دولار حتى يكون السبق لباكستان على العراق، والتي كانت تشهد علاقات مضطربة مع ليبيا وقتها.
أما الاحتمال الثالث وهو الأقوى بل انه ليس احتمالاً فهو حقيقة واضحة للعيان فان هذه الحقيقة تثبت وتشير بإصبع الاتهام إلى الموساد لان التقارير تثبت قيام «إسرائيل» بعمليات قرصنة ضد اليورانيوم المرسل للعراق ومحاولة الاستيلاء عليه، أو على الأقل إفساده.
هذا بالإضافة إلى دورها الرئيسي في تدمير قلب المفاعل النووي العراقي في ميناء طولون الفرنسي، والأرجح أنهم اكتشفوا أن التخلص من القطب الرئيسي في المشروع العراقي أسهل وارخص من عمليات القرصنة والتدمير المتكررة وبناء عليه قتلوا د.المشد.
من ناحية أخرى صرحت الحكومة الإسرائيلية بأن مقتل المشد سيؤخر العمل الذري العراقي لمدة عامين على الأقل لكنهم اكتشفوا بعد عام أن العمل العراقي لا يزال مستمراً وبناء عليه قاموا بقصف المفاعل العراقي في يونيو 1981 بعد اكتشافهم أن عمليات القتل والقرصنة والتخريب لم تُعق تقدم المشروع العراقي النووي، هذه الخطوة تثبت وتؤكد تورط الموساد في قتل د. المشد باعتبار أن ما قدمه للعراق كان مخيفاً وجعلهم يشعرون بالخطر.
..
http://www.youtube.com/watch?v=3ol1PjN0RXI&feature=player_embedded
سري للغاية - مقتل يحيى المشد
http://www.youtube.com/watch?v=JdjNjFZgS8c
الطبعة الاولى : هل قتلت تسيبى ليفنى يحيى المشد ؟