على الرغم من محاولة استغلال اقتحام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة في محاولة إقناع دول العالم بعدم التصويت على طلاب فلسطين الانضمام للأمم المتحدة، إلا أن الإسرائيليين لم يتركوا الحدث يمر دون تحقيق مكسب إضافي والتظاهر بأنهم دعاة سلام يرغبون في التعايش السلمي مع جيرانهم العرب.
هذا ما يبدو من الإعلان في إسرائيل عن مبادرة من جانب بعض الشباب لتنظيم "مظاهرة حب" امام مبنى السفارة المصرية بتل أبيب في الثانية عشر ونصف ظهر الجمعة، في مبادرة جاءت على النقيض مما قام به شاب إسرائيلي برشق منزل القنصل المصري بإيلات جنوب إسرائيل إثر انتزاع العلم الإسرائيلي خلال الاحتجاجات على مقتل الجنود المصريين على الحدود.وذكرت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي أمس، أن عددا من الشباب الإسرائيليين قرروا تنظيم مظاهرة استثنائية وذات طابع مختلف بشكل معاكس لاقتحام المصريين للسفارة الإسرائيلية، موضحة أن الإسرائيليين سيقومون خلال تلك المظاهرة بنقل "رسالة حب" لأبناء الشعب المصري آملين ان تؤدي دعواتهم لتحقق السلام والأخوة وأن يرد المصريون عليهم بالمثل.
وأضاف إن "العاصفة الغاضبة التي انتهت بمأساة اقتحام السفارة لم تنسها تل أبيب، لكن بالرغم من ذلك قرر عدد من الشباب الإسرائيليين منع تدهور العلاقات بين الجانبين بطريقة رمزية مطلقين على مظاهرتهم اسم "مظاهرة حب أمام سفارة مصر"، وقاموا بنشر الدعوة على صفحات موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك".
وتب الداعون إلى المظاهرة: "من السهل الآن على الإسرائيلي أن يثور ويغضب ضد المصريين بعد واقعة اقتاحمهم لسفارتنا بالقاهرة. إن ما حدث عنف ليس له مكان. الشعب المصري وخاصة جيل الشباب يمر بفترة أزمة هوية بعد قيام الثورة، هذا الشباب يحاول إيجاد مكان له وتفريغ غضب سنوات من المعاناة".
وأضافت القناة الاسرائيلية، إن "المتظاهرين وجهوا للمصريين دعوات سلام وحب مؤكدين لهم أن تل أبيب لا تريد الحرب مع مصر ولا تكرهها بل على العكس أكد المتظاهرون أنهم يريدون الحياة مع جيرانهم في ود والعمل على أن تكون الحياة بالشرق الاوسط والعالم جيدة جدا".
وقالت إن أحد هؤلاء الداعين الى التظاهر أمام السفارة المصرية بتل أبيب طالب في الثالث والعشرين من العمر، ناقلة عنه: "أعتقد أن جيلا جديدا نشأ في مصر، جيلا ذكيا أكثر من سابقيه.. جيل لم يعرف الحروب مع إسرائيل، لهذا فمن الأفضل أن نعيش في سلام كل منا إلى جانب الآخر".
وقال هذا الشاب: "بالرغم من اعتقاد الكثيرين في إسرائيل أن المظاهرة المقررة خطوة ليست بالعملية ولن تؤدي إلى شئ إلا أنها سيتم تنظيمها بمشاركة موسيقيين ومطربين يقومون بإنشاد أغاني تحت مبنى السفارة المصرية".
وأضاف إن المتظاهرون سيحملون لافتات تؤكد على الحب بين الشعبين المصري والإسرائيلي، وتابع: "الكثيرون يقولون عنا أننا ساذجون لكن أعتقد أننا لو لم نحلم لما استطعنا تحقيق الحلم".
بدوره، قال قائد حراس السفارة الاسرائيلية بمصر الذي كان محتجزا داخلها خلال عملية اقتحامها من قبل المتظاهرين، لموقع "واللاه" الإخباري الإسرائيلي: "على الرغم من قسوة تجربة اقتحام السفارة إلا أنني لا أحمل أي مرارة في قلبي تجاه الشعب المصري فهم أناس طيبون وانا أحبهم ولا أعرف كيف تحدث مثل هذه الأمور، أريد استمرار السلام مع القاهرة".
في سياق منفصل، قالت القناة الثانية الإسرائيلية إنه بالرغم من محاولات السفارة الأمريكية بالقاهرة إطلاق سراح إيلان جرابيل المتهم بالتجسس لحساب جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" المعتقل بمصر إلا أن القضاء المصري قام بمد فترة سجنه 45 يوما رافضا أيضا مطالب أمريكية للافراج عنه نظير كفالة خوفا من ان يستغل ذلك ويهرب من مصر.
وقال تسيقي أود صديق جرابيل: "يبدو أنه لا يوجد نظام قضائي في مصر هذه الأيام إنني أعرف من مصادر بوزارة الخارجية أن المصريين حولوا قضية جرابيل من تجسس إلى قضية جنائية متهمين اياه بالمشاركة في تظاهرات غير قانونية والشئون الجنائية لا تتدخل فيها السلطات".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق