تعتمد سياسات الشرق الأوسط على مجموعة معقدة وغير متوقعة من التحولات التاريخية ورغم
ما حدث من اقتحام للسفارة الإسرائيلية وما أدى إليه من زيادة العزلة الإسرائيلية إلا أن هذا الحدث بالذات حسب صحيفة بوليتيكو الأمريكية قد وطد العلاقة التي كانت باردة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقد قال رون ديرمر مساعد نتنياهو لصحيفة بوليتيكو إن نتنياهو كان غاضبا جدا من "البرود المصري" وبطء الرد عليه لدرجة أن مكتبه كان يتصل بالإدارة المصرية لساعات دون رد أو أي اعتبار لضخامة الحدث.
وقد اتصل نتنياهو بأوباما في تمام الواحدة إلا ربع صباحا بتوقيت إسرائيل وبالغ نتنياهو في الثناء على أوباما وشكره شكرا جزيلا على نجدته له وهكذا تحسنت العلاقات بينهما بعدما كانت متوترة.
وقد اتصل وزير الدفاع الأمريكي بانيتا بالمشير طنطاوي في تمام الواحدة صباحا بتوقيت القاهرة فوصلت القوات الخاصة المصرية لتنقذ الإسرائيليين المحاصرين في السفارة.
وهكذا انقلبت الحال كما تقول بوليتيكو فصارت الصحف اليهودية الأمريكية والإسرائيلية تمتدح أوباما على عكس السابق لدرجة أن الصحيفة اليهودية المتشددة هاموديا قد وصفته بأنه المخَلِّص الرباني.
وهكذا تحولت الأزمة إلى وسيلة لتعميق التحالف الأمريكي الإسرائيلي. واختتمت الصحيفة بقول ديفيد ماكوفسكي الباحث بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن الأزمة كانت سيئة على كل المستويات لأنه لو سار الجيش المصري على نفس هذا التصعيد إلى النهاية وألغى معاهدة السلام فسيتلقى ضربة قاصمة في علاقاته مع البنتاجون التي يفخر الجيش المصري ببنائها على مدار سنوات وسنوات.

 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق